الورقة السياسية | حركة سورية الحرة
تمهيد
انطلقت الثورة السورية عام 2011 ضد نظام الدكتاتورية والقمع والاستبداد، بعد أن عانى الشعب السوري عقوداً من الظلم والاضطهاد، قلّ نظيره على مدى التاريخ الحديث. فقد أغلق نظام الأسد ساحات العمل السياسي، من خلال سلب الحريات وتكميم الأفواه، وحظر الإعلام الحر؛ مما أدى إلى هجرة الأدمغة وغياب الكفاءات ونهب الثروات، فأثرت زمرة مقربة من السلطة، على حساب اختلال ميزان العدالة الاجتماعية، لتعيش باقي طبقات المجتمع حالة من العطالة والفقر وغياب الفرص،
وعندما انتفض الشعب بحثاً عن حريته السليبة وكرامته المهدورة، قامت أجهزة السلطة الغاشمة باستخدام أقسى أساليب القمع وحشية ضد الحراك الشعبي السلمي، من خلال حملات الاعتقالات الجماعية، وممارسة أبشع طرق التعذيب الوحشية، وإطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين العزل، رافقها تدمير ممنهج للمدن والقرى، وحرق للمحاصيل الزراعية، وقتل للمدنيين، واغتصاب لأموالهم وأملاكهم.
وتجسيداً لمطالب الشعب السوري الذي قدّم مليون شهيد من أجل استعادة حريته وكرامته، ودفاعاً عن حقوقه في العيش الحر الكريم، تأسست “حركة سورية الحرة”، لتضم في صفوفها خيرة الكوادر والنخب والكفاءات الوطنية، التي أخذت على عاتقها مهمة استعادة القرار الوطني، والعمل على صيانة الحريات العامة وحقوق الإنسان، والنهضة بالوطن والمواطن، والمحافظة على امتداد عمقه العربي والإسلامي، لتعيد له مكانته اللائقة بين الأمم، تجسيداً لإرثه التاريخي العظيم، ورسالته الإنسانية الخالدة.
تؤمن حركة سورية الحرة أن خلاص سورية، مرتبط بشكل أساسي، بالتقاء أبنائها العاملين المخلصين، ضمن منظمات ومؤسسات سياسية، تأخذ على عاتقها تفعيل دور المواطن في العمل السياسي المنظم، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية حسب المعايير الدولية، التي تحمي حقوق الانسان وكرامته.
تعتبر حركة سورية الحرة حقوق الفرد أساساً للحقوق الجماعية، والمساواة أمام القانون، واحترام حقوق الإنسان أساساً لقوة الدولة العصرية، وتعتبر الشورى وتبادل الرأي والحوار وتغليب لغة التوافق، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، أساساً لحل الخلافات والأزمات ضمن الدائرة الوطنية.
ترى حركة سورية الحرة في الانتماء الوطني أساس نهضة سورية، وتركز نشاطها السياسي على الشريحة المحافظة المتدينة داخل المجتمع السوري، ضمن الضوابط والمحددات الوطنية. لكن يدها تظل ممدودة وأبوابها مفتوحة على مصراعيها أمام الشراكات الوطنية التي تعزز روح المواطنة، وتقوي قواعد العيش المشترك.
التعريف: حركة سورية الحرة هي حركة سياسية وطنية تهدف إلى تعزيز الهوية السورية وتحقيق تطلعات الشعب نحو ديمقراطية حقيقية وازدهار مستدام.
الرسالة: نعمل على تنظيم الجهود السياسية لخدمة جميع السوريين، داخل الوطن وخارجه، من خلال تعزيز الحوار والمشاركة الفعالة في بناء مستقبل مشترك.
الرؤية: نطمح إلى دولة سورية ديمقراطية، حرة ومستقلة، تضمن العدالة والمساواة وتساهم في تحقيق الازدهار لجميع فئات المجتمع.

المبادئ:
ينطلق عمل الحركة من الإيمان بالمبادئ التالية:
1- الوحدة والتنوع: الإيمان بوحدة سورية أرضًا وشعبًا، مع احترام تنوع المكونات الثقافية والدينية كمصدر للغنى والفخر.
2- المواطنة وحقوق الإنسان: تأكيد مبدأ المواطنة المتساوية واحترام الحريات العامة والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
3- الهوية الوطنية: تعزيز الهوية الوطنية السورية كهوية جامعة تضمن الوحدة الوطنية وتؤمن الحقوق لجميع المواطنين.
4- الاستقلال والريادة: دعم استقلال القرار الوطني السوري وتعزيز دور سورية الريادي في محيطها العربي والإسلامي، مع الالتزام بسيادة القانون والدستور لضمان العدالة والاستقرار.
الأهداف:
1. تحقيق الاستقلال الوطني وبناء الدولة الحديثة: الوصول بسورية إلى الاستقلال والتحرر من الاحتلال والهيمنة الأجنبية، وإقامة دولة ديمقراطية حديثة تقوم على حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية.
2. إعادة بناء مؤسسات الدولة: تطوير أجهزة الجيش والأمن على أسس وطنية سليمة تراعي المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وتعزيز الهوية الوطنية السورية الجامعة.
3. تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية: ترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، وضمان المشاركة السياسية الفاعلة لجميع السوريين والسوريات في عملية صنع القرار.
4. تمكين الشباب وتحقيق التنمية المستدامة: توفير الفرص للشباب لبناء مستقبلهم ومكافحة البطالة، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة والعادلة في جميع المجالات.
5. تطوير التعليم والتفاعل الإقليمي والدولي: تعزيز مؤسسات التعليم وتطويرها، والتفاعل مع المحيط العربي والإسلامي والدولي لدعم القيم الإنسانية المشتركة وتعزيز التعاون.

آليات العمل:
تلتزم الحركة لتحقيق أهدافها بالوسائل السلمية المشروعة، والتي يكفلها الدستور والقانون في المرحلة الانتقالية وما بعدها.
- يجري إنشاء فرق عمل من أعضاء الحركة، والمتعاونين معها في المجالات التالية:
- السياسي
- المدني
- القانوني
- الحقوقي
- الجاليات والمغتربين
- الاقتصادي
- تعمل فرق العمل على الرصد والمتابعة وتنفيذ الخطط الموضوعة من قبل قيادة الحركة.
- تشارك الحركة في كافة النشاطات والفعاليات السياسية والمدنية الممكنة في سبيل تحقيق أهدافها. كما أنها تشارك في جميع الأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تساعد في حل المشكلات التي يعاني منها الناس.
- تشارك الحركة في كافة الانتخابات الرئاسية، النيابية، والبلدية، وانتخابات النقابات المهنية والعمالية والطلابية وغيرها، ترشيحاً وتصويتاً.
- تشارك الحركة في تشكيل التحالفات والائتلافات السياسية الوطنية مع الحركات السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني انطلاقاً من المبادئ الوطنية العليا وعلى كافة المستويات سعياً لتحقيق أهدافها.
- تشارك الحركة في المؤتمرات والندوات، واللقاءات السياسية والمدنية، وكذلك في اللقاءات والمؤتمرات المحلية والإقليمية، والدولية المرتبطة بالقضية السورية المركزية وتفرعاتها في جميع الجوانب والمجالات.
- تستعين الحركة بالوسائل الإعلامية المختلفة لتحقيق أهدافها، وتنشئ وتطور الوسائل الإعلامية بما يكفل لها الاستقلالية الإعلامية وحرية التعبير.
- تنشئ الحركة فروعاً في المحافظات السورية وفي دول الاغتراب.
- تستعين الحركة بالاشتراكات الدورية للأعضاء وتقبل الهبات غير المشروطة، وتعمل على تنمية مواردها الذاتية.
- تنشئ الحركة روابط اجتماعية شبابية ونسائية، ونوادي وفرقاً فنية ومسرحية ورياضية.
بهذه الطريقة، تسعى حركة سورية الحرة إلى تحقيق رؤيتها ومبادئها من خلال تنظيم الجهود وتحقيق المشاركة الفعّالة من جميع منسوبيها لتعزيز السلم والعدالة الوطنية.