ما بدأ يتسرب على الإعلام من مؤامرات مدبرة ضد سوريا خطير ومخيف والأحداث الخطيرة التي مررنا بها خلال يومين وخسرنا فيها خيرة من شبابنا يتطلب منا جميعا قيادة وثوارا ومجاهدين وهيئات ومنظمات ثورية ومدنية قامت بجهود الثوار الوقوف صفا واحدا أمام هذه المؤامرات والعمل على إحباطها فجميعنا في صف واحد وفي مركب واحد والمطلوب من القيادة السورية اليوم إعادة النظر في تعاملها مع جميع المكونات التي قامت في الثورة وعلى جهود المخلصين من الثورة سواء كانت أحزابا سياسية أو مجالس علمائية أو منظمات إنسانية أو هيئات ثورية أو مؤسسات علمية وتعليمية والمنشقين في عهد النظام ضباطا وقضاة وأكاديميين وموظفين ومعلمين ومحامين والاعتماد على هذه الأجسام في الدفاع عن البلد فهذه الأجسام لم تقم إلا على جهود المخلصين من أبناء الثورة.
وأكاد أجزم إن قلت إن هذه الأجسام هو المعول عليها في الدفاع عن البلد وحماية البلد سياسيا ومدنيا ومجتمعيا.
ما رأيناه خلال أيام يثبت أن نظرية انتهاء الثورة والعمل على بناء الدولة والتي تم الترويج لها من بداية التحرير ليست نظرية متماسكة فالثورة حقيقة لم تنته وإنما ستبقى ضد فلول النظام والمجرمين وخفافيش الظلام الذين يجلسون في الغرف المغلقة ويخططون كيف سيقسمون سوريا ويتركونها مدمرة ضعيفة مجزأة كما تريد اسرائيل.
ما نحتاجه اليوم هو قرارات ثورية في إعادة بناء الدولة وليس إعادة إنتاج بيروقراطية مقيتة بعقلية مؤسسات النظام والتي لمسناه في كثير من مفاصل الدولة.
ما نحتاجه توجيه نداء إلى المنشقين من كافة فئات المجتمع من الضباط والأكاديميين والإداريين والسياسيين وإحلالهم في مؤسسات الدولة وقيادة هذه المؤسسات.
المفترض أن نعيد النظر في الشعار الذي أطلق (من يحرر يقرر) والذي كان سببا في شعور كثيرين من أيناء الثورة بالإقصاء والعزلة إلى شعار (الأحرار يقررون)
المطلوب منا اليوم أن نقف حول القيادة وندعم القائد أحمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية والمطلوب من القيادة أن تعيد الثقة في الأحزاب والمؤسسات الثورية والمؤسسات العلمائية والتي تشكلت خلال أربع عشرة سنة من الثورة فهؤلاء هم حاضنة القيادة الذين يمكن الاعتماد عليهم في مرحلة بناء الدولة وليس المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والفنانين والموظفين الحكوميين السابقين والذين لا يمكن أن تجدهم عند أول هزة للدولة.
د. محمد نور حمدان